ظهور الدعامة الشبح والتحكم في القسطرة عن بعد....
ثورة طبية كبيرة سيشهدها العام الجديد2014 في مجال طب القلب التداخلي وجراحات قسطرة القلب لتحل بقوة محل العديد من جراحات القلب المفتوح، ومن أحدث التطورات في هذا المجال إستخدام القسطرة الممغنطة التي يمكن التحكم فيها عن بعد، وتتيح هذا التقنية إجراء العمليات عن بعد دون تعرض الطبيب للاشعة المباشرة.
كما أنها تتيح مشاركة أكثر من طبيب في العملية عن طريق الاقمار الصناعية، وحاليا يمكن لطبيب قسطرة القلب إجراء عملية مثل تركيب الدعامة وهو جالس في حجرة التحكم، ويحرك بيده عن بعد بالقسطرة والدعامة كأنه يمسك بعصا البلاي ستيشن وتستخدم لذلك حجرات قسطرة تعمل بالرنين المغناطيسي.
وقد عرض الدكتورجمال شعبان رئيس كهروفسيولوجيا القلب بمعهد القلب حصاد العام في طب القلب التداخلي من خلال مؤتمر قسطرة القلب الأمريكي الذي إنعقد نهاية العام الحالي بمدينة سان فرانسيسيكو وشارك فيه أكثر من10 آلاف طبيب من جميع قارات العالم، ومن أبرز ما أكدته مناقشات المؤتمر أن دعامات الجيل الثالث الدوائية مازالت تتربع علي عرش عمليات توسيع الشرايين التاجية من حيث سهولة التركيب ويمكن متابعتها بواسطة مجسات السونار من داخل الشرايين التاجية للتأكد من دقة تركيبها، والجديد أنه قد يكتفي في الجيل الثالث من الدعامات الدوائية الذكية بتناول الدواء الذي يحتوي علي المادة الفعالة كلوبيدو جريل لمدة 3شهور فقط بينما كان حتي وقت قريب ينصح بإعطائه للمريض بعد تركيب الدعامة لمدة عام علي الأقل قابلة للتجديد لمدد أخري.
كما ظهرت حديثا الدعامات الشبح -القابلة للامتصاص- والتي أصبحت تنافس بقوة عمليات توسيع الشرايين التاجية بدون جراحة حيث تتلاشي الدعامة تلقائيا بعد شهور من تركيبها مما يجعل من الممكن اجراء جراحات مستقبلية دون أي إعاقة من مادة الدعامة التقليدية، وتحتاج الدعامة الشبح الي الدقة في إختيار الحالات المناسبة في الشرايين غير المتكلسة ليتسني نجاح تركيبها بالإضافة إلي ميزة تركيبها في نهايات الشرايين التاجية البعيدة عن متناول الدعامات التقليدية.
وحققت القسطرة نتائج واعدة في السيطرة علي الحالات المستعصية لإرتفاع ضغط الدم الشديد والمزمن غير المستجيب للعلاج الدوائي وذلك بإستخدام طاقة موجات الراديو الحرارية والتي تقوم بدورها بإزالة العصب السبمثاوي المسئول عن إرتفاع الضغط والموجود بجوار شرايين الكلي، وقد أصبح من الممكن أيضا إستخدام القسطرة وطاقة موجات الراديو الحرارية في حالات إختلال كهرباء القلب البطينية العاصفة والتي لم يتهيأ التحكم فيها بجهاز الصدمات الكهربية وكذلك في حالات هبوط القلب والذبذبة الاذينية المتسارعة التي لم تستجب للعقاقير وأيضا في حالات إرتفاع ضغط الشريان الرئوي.
وفي مجال تغيير الصمامات حققت القسطرة نجاحا كبيرا في إستبدال الصمام الاورطي بدون جراحة، وأخيرا اصبح من الممكن اصلاح الإرتجاع الشديد للصمام الميترالي عن طريق القسطرة، كما نجح إستبدال الصمام الميترالي الصناعي بصمام آخر -صمام داخل الصمام- عن طريق القسطرة، وكذلك الحال بالنسبة للصمام الثلاثي، وقد حققت التجارب الاولية نتائج مبهرة.
ويعتبر هذا المؤتمر أول تجمع طبي ديجيتال في العالم حيث لم تستخدم فيه الأوراق نهائيا بعد أن تم تسليم تابليت رقمي لكل طبيب مشارك في المؤتمر تم تسجيله بإسمه وعمل أكونت -حساب- خاص له من خلال التابليت الخاص به بحيث يحتوي هذا التابليت علي البرنامج التفصيلي لكل محاضرات وفاعليات المؤتمر والذي يتم تحديثه تلقائيا يوميا عن طريق شبكات هاي فاي عملاقة تغطي ارجاء قاعات المؤتمر.
وقد تمكن المشاركون من التفاعل عن طريق التابليت بإرسال رسائل نصية خاصة بالفاعلية تظهر مباشرة علي الشاشة العملاقة باسم الطبيب المتفاعل في حلقة النقاش ويتم الرد عليها علي نفس الشاشة بواسطة وسيط رقمي، وقد تم النقل الحي المباشر للحالات الصعبة المعقدة من عمليات قسطرة القلب من مراكز قسطرة القلب بمختلف أرجاء أمريكا، واجراء مناقشة حية مباشرة مع كل الاطباء المشاركين في العمليات.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.